Pages

14 April 2013

و هو يحاوره مرة ثالثة

وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (قرآن كريم) 
و أراني اليوم أحاور غيره  فيه  و عما جرى الماء عليه  و من اﻷسئلة الملحة اﻷعيت الجواب: إن كنا نحن يوم ذاك رجلين حاورنا اﻵخر فيما لم بنا ، و اليوم - و إن إختلف الزمان نوعا ما و هو على علاته و يزدن، و أحدنا غادر جحيم الدنيا تاركا صاحبه لها - أقول ما زال الحوار هو هو ، فما ذلك القاسم المشترك الذي جمع هذا الثالوث؟ ما هو ذلك القاسم، بل و ما ذلك المانع الأكبر الذي يمنع هذا القاسم من أن يشرك و أن يجمع؟

ثلاثة رجال بينهم عمرا ثلاثة أجيال، جمعهم هم بذاته، كان من المفترض أن يكون هم ما يناهز الأربعمائة مليون عربي، يزيدون أو ينقصون قليلا، أو على أبخس تقدير من يسمون أنفسهم صفوة هؤلاء و نخبة مثقفيهم، و ما ذلك الهم إلا بكل بساطة هم وجودهم على وجه التحديد؟!

مسألة ملحة  على  ما  أعتقد، أو هكذا تقتضي ألبداهة المنطقية و لكنني ، و أقول لكنني حتى  لا أتهم بالتعميم ، على  ما  يبدو ، من فئة  المنقرضات  شأني شأن الديناصورات سيئة ألحظ .. فلا  أحد يرى فداحة  ما يجري  على  شاشات الفضائحيات من أفيون  متوفر وفرة  الهيل بغير كيل ، و تغييب كامل عن عمد و سابق إصرار لكل  ما  ممكن أن  يقترب من حجيرة دماغية على  قيد الحياة في  جمجمة صاحية  و لو بالإسم . و اللهو  الاني صيحة الساعة إسمه  مستورد و جاهز  بالعلب الزاهية على  رفوف الأسواق المترفة في دول الخليج اللا عربي، ألا و هو الربيع العربي، أم هل هو الخريف الجربي؟ - جرب أصاب المواشي و خيالات المآتة الآدمية في أرض عدنان و قحطان و جاء إستيرادا مخصوصا حصرا،  كلاً و جزءاٌ  و سوي اﻷمر ﻻ عتب و لا زعل.

هل تسائل أحدنا أو أحد "مثقفينا" يوما عما تفعل علوج ملالي شيطان فينا ؟  أو إلى أي مدى إجتاح دين و أفكار زرادشت المتصهين الموسوم بالشيعة الصفوية كل شعيرة من نسيج شعبنا المنخور من جذره أساسا؟ أم هل إكتتبنا التاريخ و قرأناه يوما عن أحلاف المجوس و يهود الشر مذ كان الزمان طفلا و أسياف سومر و بابل و آشور و أكد تكر تارة و تفر تارة وحيدة وحدة العراق الموحشة يوم بيع العراق بلا و لا حتى رمشة من عين تدمع؟  اليوم أدرك البدو ما فعلوا بالعراق و حتى في لحظة إدراكهم المفترض، فهم أهون من ذبابة في مستحم قذر مليئ بالجراثيم و الحشرات المتناحرة فيما بينها على نفايات فتات اﻵخرين، و أما الذبابة فهي على اﻷقل حرة تطير بجناحيها و قدرتها الذاتية و أما هؤلاء فحتى أرجلهم صنعت في طهران و أوروبا و أمريكا و رحم الله أبا فراتٍ الجواهري !!

أما آن، و أستدرك و أقول، بل أما بات اﻵوان قد فات، لنا نحن سكان هذه البقعة من المحيط للخليج أن يحاور أحدنا اﻵخر و قاسمنا المشترك ذاته ما تملكه الحيوانات على إختلاف أشكالها و تلك هي غريزتها للبقاء؟! أم أنني حتى في هذا الفرض الوجودي البايولوجي البحت خطأن و أكلم الموتى من أرض الديناصورات المنقرضة؟!

لم يزل فيَّ بصيص أمل أن اﻷمر ليس كذلك، على اﻷقل لكي آخذ معي بصيص اﻷمل هذا يوم يحين اﻷوان و أشد رحالي الى حيث ألاقيه وأحاوره  ثالثة عن أمل في أولادي و أولادهم من بعدي .

قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ( صدق الله العظيم ) ..
إنتهى .