أتمثل وجهك لما أتصوره
و أراجع نفسي:
ماذا لو أنك تمر الآنَ
و لا أعرف أنك أنت ؟!
...
آه !
** (الراحل / عبد السلام إبراهيم ناجي)
و تدق تدق خطاي تبحث عنك ..
و أدري أنك أنت الأنت !!
و تنكرني ...
تسرع خطواتك تمرقني ..
بين الماء و بين النار
و بين الحق الماثل بين الأنت الماضي
و الأنت الحاضر الغائب يا نائي ..
أتساءل .. أتزبد، أرعد مثل الإعصار:
ماذا لو أني ألمحك بين زحام العمر
و لا تعرف أني أنا،
و أعرف أنك أنت الأنت؟!
(المعارضة / أحمد عبد السلام / ألانيا / صيف 2020)
ترى أبتي، إكتتبنا أنت و أنا أن تمر كل سفن السفانة تقف عند شواطينا، تقصد وجهتها و تضيع سنين العمر منا حيث نحن الإستراحة و المحطة المجهولة ليهنأ غيرنا و نظل نحسب الساعات سنينا حيث لا مثوى لنا إلا وحشة القبر لعلها راحة؟
لقد علمت ما كنت تلقى .. و تعلم أنت الآن في مثواك الرحيب ما تقاسي روحي الثكلى و ليس لها إلاك تشكو اليه بثها، حين تعلو الإبتسامة على الوجه قسرا و تعرف صغيرتي ريما أنها رغما عني و تأتي تأخذ أباها في حضنها تواسيه رغم عناده أن لا شيئ في الروح يؤذيه و هي تعلم و تقول لي بكل صدق الطفولة و ذكائِها القادحِ هي، تلاعبني شفتاها و تقولان لي أنني أكذب.
الى لقاء يا شقيق الروح .. فربما يجمعنا في البرزخ كانون عليه كوز قهوة حطبه أمانينا نتحدث فيها و ننظر عن علو الى سفنهم و تحفهم روحينا أماناً و سلاماً و إبتساما.
إنتهى.