من مأثور تراثنا الشعبي جذر سومري في أغنية يغنيها الأطفال عند خسوف القمر و مَـن مِـن العراقيين لا يعرفها؟ توسل و وعـيـد طـفـل نشأ من رحم النار بين ربوع الرافدين و الخضرة و ما كان من أمر الفراتين من سـهـول الأحواز حتى هـظـاب الأناضـول، يـحتـضـن اللهب المستعر بين كفيه، و هو يـتصـيـد الشبوط و القطان على الضفتين.
يا حـوتـة يا منـحـوتـة، رجعي گمرنا العالي !
خـمـسـة عـقـود عُـمـراً .. كل يوم فيها حياة في البرزخ في الأرض الحرام ما بين الماء و بين النار، لا يـطـفـؤ رذاذ الشـطـآنِ لـهـيـبهـا المـسـتـعـرَ أواراً - تـمـوز واللَّـهـبُ الآتي يـلـثـم خـديـهِ طـفـلاً يـصـارع الأيام يـتَـقـفَّـزُ عـلـى صفحـة الماءِ مـسـيـحـاً بارعَ الـخـطـوات و أصـوات كل الأمهات تناديه: ديـر بالَك !
قِـسـمَـةٌ مـكـتـوبـة أن تـغـوص كلُّ شـبـاكـه الـى الـقـاعِ حـيـث لا مـؤونـةٌ ولا حـيـتـان - لقد رحلت إلى غير رجـعـة صـوب المسـتـنـقـعـات الآسـنـة المـمـيـتـة في أرض المـجـوس الـغـبراء. يسميها الآخر حضارة و إنـفـتـاحا و هو لا يدري أنـه فـريـستـهـا طـال الـزمان أم قـصـرت دقـات ثـوانـيـه.
لقـد إبـتـلـعـت أجوافها الـنـتـنـة الممـيـتـة كل إلٰهات العراقـيـيـن و عـشـتار أسيرة تجـرُ أذيال الـخـزي و هي تمشي الهوينا صامتة مـحـنـيـة الـرأس. كاهـنـاتـهـا يـرقـصـنَ سَـكـراً و رذيـلـة. ضـحـكاتـهـنَّ الـهـسـتـيـرية من لـهـبِ مـبـخـرة زرادشت الغاشم يـشتـرينها بالـنـفـيـس الغالي و عـلـى رأس موكـبـهـا المـلـعـون رأس ألـعن مـنـه - خـنـبابا الـغـدر يـدق رأس أنـكـيـدو دفـاً شـيـطانـيـا - إنـه أبـوهـن مقـصـوفٌ بـمـا ربَّى مـلـعـونٌ بـما كـسب مـوعـودٌ يـقيـنـاً بـمـا يـنـتـضـره فـي وادي سـقـر الـجـهـنَّـمـي.
لملم شباكك يا ولد: لقد رفـعـتِ الأقـلام و جـفَّـت الصـحـف إلـى يـوم البـعـث و الـنـشـور.
و إن چان مـتـرجـعـيـنـه ؟! نـضـربـچ بـسـچـيـنـه !!
إنـ تـ هـ ـى.