Pages

23 July 2019

كابوس

أيقظني طيف أفزعني من نوم الموتى صحّاني
لو أنَّك في الزحمة تلمحُ ني الحاظُك تخجل تلقاني
يرعبني منك و ينظرني شبحٌ في بعدك أبكاني
في زهوك أنت و في غنج سَكرانُ الوجدِ و ثَملانِ
و الكوكب يشرِق طَلعَتَهُ في مجرى خطوِكَ يَسْلاني
لو أنَّك في غَمَرةِ بَهجَتِه مَسروعُ الخطو و جَهْلانِ
مهيوب الطلعة مُشرِقَها مفتونُ القلبُ و هَيمانِ
لو أنَّك في المشرق يُمسِكُهُ زُنارُ الخِصرِ و رَهفانِ
مبتور الكفِّ محرَّقُهُ من ضَمَّكَّ طوعاً جَهْمانِ
بُركانُ الرّوحِ و مارِدُها قَد يَهدِم رَدماً مَتْنانِ
لا مرَّت لمسةُ إصبَعِهِ مَبتورُ الكفِّ و عَفيانِ
لا غيري كان ولا يَصلُ من شعرك بُعداً أكوانِ
فلتغلي الأرض و تنطبق من باب الشِعرى ميدان
لو أني مت و من ظمأي أستجدي الشربة عطشان
لا سكب الله بها بَرَداً ما زالت عطشى بستاني
مَمْلوحُ الوجه مخمَّرُهُ خَسرانُ الرّوحِ وضمآنِ
يا ضلمة شمسي و مخسفِها و موتُ الأرضِ و نَعشانِ
قد تفتأ تمشي وتَلتَفِتُ و يُحرِقُ جُحْدُكَ وِجداني
كابوسٌ كان و ما فَتَحَتْ من ظُلمَةِ رُعبِهِ أجفاني

أحمد الألوسي / صيف 2019 / لندن

No comments: